كتاب أمثال الحديث - ابن خلاد الرامهرمزي - الصفحة ١٠٠
ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي (ص):
(أن رجلا كان فيمن كان قبلكم استضاف قوما فأضافوه ولهم كلبة تنبح قال فقالت الكلبة: والله لا أنبح ضيف أهلي الليلة. قال: فعوى جراؤها في بطنها فبلغ ذلك نبيا لهم أو قيلا لهم فقال:
(مثل هذه مثل أمة تكون بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها ويغلب سفهاؤها علماءها).
قال أبو محمد رحمه الله:
الجراء جمع جرو - بكسر الجيم - وهو ولد الكلبة، وعوى الكلب إذا صاح وهو العواء - بضم العين. ممدود.
وهذا مثل في استعلاء السفهاء وتطاول الأشرار.
والسفه نقيض الحلم وهو في معنى الجهل، وأصله التنقص في العقل، ويستعمل في بذاء اللسان ورفث القول، كما قال جرير:
أبني حنيفة! أحكموا سفهاءكم * إني أخاف عليكم أن أغضبا وكما قال الآخر:
إذا نطق السفيه فلا تجبه * فخير من إجابته السكوت سكت عن السفيه فظن أني * عييت من الجواب فما عييت وهذا البيتان يرويان (لعمر بن علي بن أبي طالب) رضوان الله عليهما.
61 - أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا جابر وهو ابن رفاعة حدثني الشعبي قال سمعت على هذا المنبر - وهو منبر الكوفة - رجلا وهو
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 97 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست