مقدمة الكتاب - 1 - اشتهر العرب فيما اشتهروا به من آداب بضرب الأمثال وهي أقوال موجزة تتميز بدقة العبارة ونفاذ البصيرة وإضافة الهدف، ترد في حادثة ما فتنتشر على الألسن ومن ثم تضرب في كل مماثلة للحالة التي وردت فيها.
والأمثال نتاج البيئة الجاهلية التي تغلب عليها الأمة، وتعتمد أكثر ما تعتمد على الرواية والسمع دون الكتابة والتقييد، وهي في معظم أحوالها تعبر تعبيرا صادقا عن تلك البيئة وتنحو مناح شتى تبعا لتنوع البيئة فمنها ما يتصل بما يدور من صلح ومنازعات قطعت جهيزة قول كل خطيب ومنها ما يعبر عن منهج من مناهج الحياة " إن الحديد بالحديد يفل ".
وبعضها يقوم على ملاحظة البيئة مثل " أهدى من قطاة " وأظمأ من رمل وربما ارتبط المثل بأشخاص وسموا بصفات مميزة كحاتم الطائي أو مادر البخيل فيقولون " أجود من حاتم وأبخل من مادر ".
واستخدم القرآن والحديث المثل فيما استخدم من أساليب يقرب البعيد ويبين المبهم والغامض ويقرب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين من الآخر.
وقد أحصيت الأمثال التي وردت في القرآن فبلغت ثلاثة وأربعين مثلا، أما التي وردت في السنة فليس هناك حصر دقيق لها وإن كان ثمة مؤلفات ألفت لذلك الغرض.
- 2 - ولمكانة الأمثال وأهميتها في الآداب العربية أفرد لها العلماء المؤلفات وأولوها