كتاب أمثال الحديث - ابن خلاد الرامهرمزي - الصفحة ٩٣
وقال جرير:
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم * إني أخاف عليكم أن أغضبا فمن الحكمة قول (عروة بن الورد):
إذا المرء لم يطلب معاشا يكفه * شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا وصار على الأدنين كلا وأوشكت * صلات ذوي القربى له أن تنكرا فسر في بلاد الله والتمس الغنى * تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا فهذه حكمة، وقد دل صاحبها على طلب الرزق ورغب في الثروة، وأخبر عن عيوب الفقر وفضل الغنى، وأعلم أن في الغنى صيانة للعرض وقضاء للحق. وصلة للرحم وعونا على المروءة. وهو بذا الكلام الحسن والمعنى الجيد الذي ضمنه غير سالك به سبيل الحق والعدل. وهو بذا الكلام الحسن والمعنى الجيد الذي ضمنه غير سالك به سبيل الحق والعدل. يريد به الغارة ويبعث على القتل والتلصص على ما أخبروا وخير منها وأفضل قول (سالم بن وابصة):
غنى النفس ما يكفيك من سد خلة * فإن شيئا عاد ذاك الغنى فقرا فإنه أخبر عن فضل القناعة والرضى بالميسور، ودل على مواقع الكفاف وغنى النفس وذم التكاثر بأوجز لفظ وأتمه بيانا وأحسنه من قلوب أهل البصائر موقعا وأجمعه لحظ الدنيا والدين فهي خير من الأولى وأفضل وهما حكمتان.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 97 99 100 ... » »»
الفهرست