كتاب أمثال الحديث - ابن خلاد الرامهرمزي - الصفحة ٥١
الدنيا خضرة حلوة فمن اتقى الله فيها وأصلح، وإلا فهو كالآكل ولا يشبع، وبين الناس في ذلك كبد الكوكبين أحدهما يطلع في المشرق والآخر يغيب في المغرب).
قال أبو محمد:
سألت بعض شيوخنا عن قوله (الدنيا خضرة حلوة) على ما يقع هذان المعنيان؟
فقال: معناه أن ما على ظهرها من متاعها يحسن في عيون أهلها ويحلو في صدورهم كما قال الله عز وجل:
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب).
وأنشد:
نحن بنو الدنيا إنا خلقنا لغيرها * وما نحن فيه فهو شيء محبب قال أبو محمد:
وهو عندي في نعت الحديث الأول أن الدنيا مرتع حلو خضر يرتع أبناؤها فيها ويعجبون بحسنها، ويستحلون الحياة فيها كما تعجب الأنعام بخضر الربيع وما حلا من نباته وبقله، وألحقت الهاء في قوله خضرة حلوة لأنهما جعلتا نعتين للدنيا فجرتا على ظاهر الكلام.
قال صاحب كتاب (العين): الرتع، الأكل والشرب رغدا في الريف ولا
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 55 57 58 ... » »»
الفهرست