جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٤٠
وأزليته سبحانه والاقرار والتصديق بكل ما في القرآن وبملائكة الله وكتبه ورسله والقسم الثاني معرفة مخرج خبر الدين وشرائعه وذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم الذي شرع الله الدين على لسانه ويده ومعرفة أصحاب الدين أدوا ذلك عنه ومعرفة الرجال الذين حملوا ذلك وطبقاتهم إلى زمانك ومعرفة الخبر الذي يقطع العذر لتواتره وظهوره وقد وضع العلماء في كتب الأصول من تلخيص وجوه الاخبار ومخارجها ما يكفي الناظر فيه ويشفيه وليس هذا موضع ذكر ذلك لخروجنا به عن تأليفنا وعن ماله قصدنا والقسم الثالث معرفة السنن واجبها وأدبها وعلم الأحكام وفي ذلك يدخل خبر الخاصة العدول ومعرفته ومعرفة الفريضة من النافلة ومخارج الحقوق والتداعي ومعرفة الاجماع من الشذوذ قالوا ولا يوصل إلا الفقه إلا بمعرفة ذلك وبالله التوفيق قال أبو إسحاق الحوفي العلوم ثلاثة علم دنياوي وعلم دنياوي وأخروي وعلم لا للدنيا ولا للآخرة فالعلم الذي للدنيا علم الطب والنجوم وما أشبه ذلك والعلم الذي للدنيا والآخرة علم القرآن والسنن والفقه فيهما والعلم الذي ليس للدنيا ولا للآخرة علم الشعر والشغل به باب مختصر في مطالعة كتب أهل الكتاب والرواية عنهم حدثنا عبد الوراث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا ابن نمير عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج أخبرنا أحمد بن عبد الله بن حكم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير قال قال عبد الله بن مسعود لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا أن تكذبوا الحق أوتصدقوا بباطل قرأت علي محمد بن إبراهيم أن أحمد بن مطرف حدثهم قال حدثنا سعيد ابن عثمان وسعيد بن حمير قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن يحيى بن جعدة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب في كتف فقال
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»