يا أيها المضمن الصحائفا ما قد روى يضارع المصاحفا احفظ وغلا كنت ريحا عاصفا وقال اعرابي حرف في تامورك خير من عشرة في كتبك قال أبو عمر التامور علقة القلب أخبرنا سعبد بن عثمان قال أخبرنا إسماعيل بن القسم نا بان دريد وقال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال سمع يونس بن حبيب رجلا ينشد استودع العلم قرطاسا فضيعة وبئس مستودع العلم القراطيس فقال يونس قاتله الله ما أشد صيانته للعلم وصيانته للحفظ إن علمك من روحك وإن مالك من بدنك فصن علمك صيانتك روحك وصن مالك صيانتك بدنك ومما ينسب إلى منصور الفقيه من قوله علمي معي حيث ما يممت أحمله بطني وعاء له لا بطن صندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق قال أبو عمر من ذكرنا قوله في هذا الباب فإنما ذهب في ذلك مذهب العرب لأنهم كانوامطبوعين على الحفظ مخصوصين بذلك والذين كرهوا الكتاب كابن عباس والشعبي وابن شهاب والنخعي وقتادة ومن ذهب مذهبهم وجبل جبلتهم كانوا قد طبعواعلى الحفظ فكان أحدهم يجتزي بالسمعة ألا ترى ما جاء عن ابن شهاب أنه كان يقول أني لأمر بالبقيع فاسد آذاني مخافة أن يدخل فيها شيء من الخنا فوالله ما دخل أذني شيء قط فنسيبه وجاء عن الشعبي نحوه وهؤلاء كلهم عرب وقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وهذا مشهور أن العرب قد خصت بالحفظ كان أحدهم يحفظ اشعار بعض في سمعه واحدة وقد جاء أن ابن عباس رضي الله عنه حفظ قصيدرة عمر بن أبي ربيعة أمن آل نعم أنت غاد فمبكر
(٦٩)