جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٦٦
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها وهل بدل الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس فلم يربحوا ولم تغل في البيع أثمانها لقد رتع القوم في جيفة يبين لذي العقل أنتانها وقال محمود الوراق ركبوا المراكب واغتدوا زمرا إلى باب الخليفة وصلوا البكور إلى الرواح ليبلغوا الرتب الشريفة حتى إذا ظفروا بما طلبوا من الحال اللطيفة وغدا المولى منهم فرحا بما تحوي الصحيفة وتعسفوا من تحتهم بالظلم والسير العنيفة خانواالخليفة عهده بتعسف الطرق المخوفة باعوا الأمانة بالخيانة واشتروا بالأمن جيفة عقدوا الشحوم وأهزلوا تلك الأمانات السخيفة ضاقت قبور القوم واتسعت قصورهم المنيفة من كل ذي أدب ومعرفة وآراء حصيفة متفقة جمع الحديث إلى قياس أبي حنيفة فأتاك يصلح للقضاء بلحية فوق الوظيفة لم ينتفع بالعلم إذ شغفته دنياه الشغوفة نسي الإله ولاذ في الدنيا بأسباب ضعيفة وفي معنى قول محمود من كل ذي أدب ومعرفة وآراء حصيفة قول أبي العتاهية عجبا لأرباب العقول والحرص في طلب الفضول سلاب أكسية الأرا مل واليتامى والكهول والجامعين المكثري ن من الخيانة والغلول والمؤثرين لدار رحلتهم على دار الحلول وضعوا عقولهم من الد نيا بمدرجة السيول
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 184 185 186 187 ... » »»