جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٦٥
كنا نكرهه حتى أكرهنا عليه الامراء فلما اكرهونا عليه بذلناه للناس وذكر الكشوري قال حدثنا عبد الله بن أبي غسان قال حدثنا علي بن أبي سالم قال حدثنا أبو محمد بكر بن محمد الليثي قال سمعت سفيان يقول في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزوارون للملوك حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا أبو الميمون محمد بن عبد الله العسقلاني بعسقلان قال حدثنا هارون بن عمران قال حدثنا محمد بن داود البصري قال لما ولى إسماعيل بن علية على العشور أو قال على الصدقات كتب إلى عبد الله ابن المبارك يستمده برجال من القراء يعينونه على ذلك فكتب إليه عبد الله يا جاعل العلم له بازيا يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعدما كنت دواء للمجانين أين رواياتك فيما مضى عن ابن عون وابن سيرين ودرسك العلم بآثاره وتركك أبواب السلاطين تقول أكرهت فماذا كذا زل حمار العلم في الطين وأخبرنا خلف بن القاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان القرظي حدثنا أحمد ابن الحسين الجريجي قال حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال حدثنا أبو مسلم المستملي قال لما أن ولى إسماعيل بن علية الصدقة بالبصرة كتب إليه ابن المبارك يا جاعل الدين له بازيا يصطاد أموال المساكين فذكر الأبيات إلا أنه قال في آخرها تقول أكرهت فما حيلتي زل حمار العلم في الطين وزاد فيها لات تبتغ الدنيا بدين كما يفعل ضلال الرهابين وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان حدثنا الحسين بن روح ومحمد بن أحمد بن حماد زغبة قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثني سلام الخواص قال أنشدني ابن المبارك رأيت الذنوب تميت القلوب وبورثك الذل ادمانها
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 184 185 186 ... » »»