جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٦٠
كما جاء في حديث ابن مسعود ولا كان له أصل في القرآن والسنة والاجماع فهو علم يهلك به صاحبه ولا يكون حامله إماما ولا أمينا ولا مرضيا كما قال ابن مسعود إلى هذا نزع أبو عبيد رحمه الله ونحوه ما جاء عن الشعبي ما حدثوك عن أصحاب محمد فشد عليه يديك وما حدثوك به من رأيهم فبل عليه ومثله أيضا قول الأوزاعي العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما لم يجيء عن واحد منهم فليس بعلم وقد ذكرنا خبر الشعبي وخبر الأوزاعي بأسناديهما في باب معرفة ما يقع عليه اسم العلم حقيقة من هذا الكتاب والحمد لله وقد يحتمل حديث هذا الباب أن يكون أراد أن حق الناس بالعلم والتفقه أهل الشرف والدين والجاه فإن العلم إذا كان عندهم لم تأنف النفوس من الجلوس إليهم وإذا كان عند غيرهم وجد الشيطان إلى احتقارهم السبيل وأوقع في نفوسهم أثرة الرضا بالجهل أنفة من الاختلاف إلى من لا حسب له ولا دين وجعل ذلك من أشراط الساعة وعلاماتها ومن أسباب رفع العلم والله أعلم أي الأمور أراد عمر بقوله فقد ساد بالعلم قديما الصغير والكبير ورفع الله درجات من أحب وروى مالك عن زيد بن أسلم أنه قال في قول الله عز وجل نرفع درجات من نساءقال بالعلم حدثنا خلف بن قاسم وعلي بن إبراهيم قالا حدثنا الحسن ابن رشيق قال حدثنا محمد بن رزين بن جامع قال حدثنا الحارث بن مسكين قال أخبرني ابن القاسم قال قال مالك بن أنس سمعت زيد بن أسلم يقول في هذه الآية نرفع درجات من نشاء قال بالعلم يرفع الله عز وجل من يشاء في الدنيا ومما يدل على أن الأصاغر مالا علم عنده ما ذكره عبد الرزاق وغيره من معمر عن الزهري قال كان مجلس عمر مغتصا من القراء شبابا وكهولا فربما استشارهم ويقول لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه فإن العلم ليس على حداثة السن وقدمه ولكن الله يضعه حيث يشاء حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن محمد قال حدثنا أحمد بن نصر بن عبد الله قال أخبرنا نصر بن رباب عن الحجاج عن مكحول قال تفقه الرعاع فساد الدين وتفقه السفلة فساد الدنيا حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان قال حدثني الأعشى
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»