رسول الله صلى الله عليه سلم الدم ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه صلى الله عليه وسلم فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح وعض عليهما بثنيتيه فسقطتا وكان الهتم يزينه وأعطى رسول الله صلى الله عليه سلم الراية حين قتل مصعب بن عمير علي بن أبي طالب وصار رسول الله صلى الله عليه سلم تحت راية الأنصار وشد حنظلة الغسيل بن أبي عامر على أبي سفيان بن حرب فلما تمكن منه حمل شداد بن الأسود الليثي وهو ابن شعوب على حنظلة فقتله وكان جنبا فغسلته الملائكة أخبر بذلك جبريل رسول الله صلى الله عليه سلم وأخبر رسول الله بذلك أصحابه وقال كان حنظلة قد قام من امرأته جنبا فغسلته الملائكة وقتل صاحب لواء المشركين فسقط لواؤهم فرفعته عمرة بنت علقمة الحارثية للمشركين فاجتمعوا إليه وحملوا على رسول الله صلى الله عليه سلم فكر دونه نفر من الأنصار قيل سبعة وقيل عشرة فقتلوا كلهم وكان آخرهم عمارة بن يزيد بن السكن أو زياد بن السكن وقاتل يومئذ طلحة قتالا شديدا وقاتلت أم عمارة الأنصارية وهي نسيبة بنت كعب قتالا شديدا وضربت عمرو بن قمئة بالسيف ضربات فوقاه درعان كانتا عليه وضربها عمرو بالسيف فجرحها جرحا عظيما على عاتقها وترس أبو دجانة بظهره عن رسول الله صلى الله عليه سلم والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك وحينئذ قال رسول الله صلى الله عليه سلم لسعد بن أبي وقاص ارم فداك أبي وأمي وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان الظفري فأتى رسول الله صلى الله عليه سلم وعينه على وجنته فردها رسول الله صلى الله عليه سلم بيده وغمزها فكانت أجمل عينيه وأصحهما وانتهى أنس بن النضر وهو عم أنس بن مالك يومئذ إلى جماعة من الصحابة قد ألقوا بأيديهم فقال لهم ما يجلسكم قالوا قتل رسول الله صلى الله عليه سلم فقال لهم ما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه سلم ثم استقبل
(١٤٩)