الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٤٦
وذلك يوم الجمعة فصلى على رجل من بني النجار مات ذلك اليوم يقال له مالك بن عمرو وقيل بل اسمه محرز بن عامر وندم قوم من الذين ألحوا في الخروج وقالوا يا رسول الله إن شئت فارجع فقال رسول الله صلى الله عليه سلم ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل فخرج رسول الله صلى الله عليه سلم في ألف من أصحابه واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة لمن بقي بالمدينة من المسلمين فلما سار رسول الله صلى الله عليه سلم نحو أحد انصرف عنه عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس مغاضبا إذ خولف رأيه فاتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام فذكرهم الله والرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه سلم فأبوا عليه فسبهم ورجع عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه سلم ونهض رسول الله صلى الله عليه سلم بالمسلمين وذكر له قوم من الأنصار أن يستعينوا بحلفائهم من يهود فأبى عليهم وسلك على حرة بني حارثة وشق أموالهم حتى مشى على مال لمربع بن قيظي وكان ضرير البصر فقام يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول إن كنت رسول الله فلا يحل لك أن تدخل حائطي وأكثر من القول فابتدره أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم ليقتلوه فقال عليه السلام لا تقتلوه فهذا الأعمى أعمى القلب أعمى البصر وضربه سعد بن زيد أخو بني عبد الأشهل بقوسه فشجه في رأسه ونفذ رسول الله صلى الله عليه سلم حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره إلى أحد ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم وسرحت قريش الظهر والكراع في زروع المسلمين بقناة وتعبأ رسول الله صلى الله عليه سلم للقتال وهو في سبعمائة وقيل إن المشركين كانوا في ثلاثة آلاف فيهم مائتا فارس وقيل كان في المسلمين يومئذ خمسون فارسا وكان رماة المسلمين خمسين رجلا وأمر رسول الله صلى الله عليه سلم على الرماة عبد الله بن جبير أخا بني عمرو بن عوف وهو أخو خوات بن جبير وعبد الله يومئذ معلم
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»