الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٤٥
فتأخر ونجا أصحابه وسلكوا على دور بني أمية بن زيد إلى بني قريظة إلى بعاث إلى حرة العريض وانتظروا هنالك صاحبهم حتى وافاهم فأتوا رسول الله صلى الله عليه سلم في آخر الليل وهو يصلي فأخبروه فتفل في جرح الحارث بن أوس فبرئ وأطلق رسول الله صلى الله عليه سلم المسلمين على قتل اليهود وحينئذ أسلم حويصة بن مسعود وقد كان أسلم أخوه محيصة قبله غزوة أحد فأقام رسول الله صلى الله عليه سلم بالمدينة بعد قدومه من بحران جمادى الآخرة ورجبا وشعبان ورمضان فغزته كفار قريش في شوال سنة ثلاث وقد استمدوا بحلفائهم والأحابيش من بني كنانة وخرجوا بنسائهم لئلا يفروا عنهن وقصدوا المدينة فنزلوا قرب أحد على جبل على شفير الوادي بقناة مقابل المدينة فرأى رسول الله صلى الله عليه سلم في منامه أن في سيفه ثلمة وأن بقرا له تذبح وأنه أدخل يده في درع حصينة فتأولها أن نفرا من أصحابه يقتلون وأن رجلا من أهل بيته يصاب وأن الدرع الحصينة المدينة فأشار رسول الله صلى الله عليه سلم على أصحابه أن لا يخرجوا إليهم وأن يتحصنوا بالمدينة فإن قربوا منها قاتلوهم على أفواه الأزقة ووافق رسول الله صلى الله عليه سلم على هذا الرأي عبد الله بن أبي بن سلول وأبى أكثر الأنصار إلا الخروج إليهم ليكرم الله من شاء منهم بالشهادة فلما رأى رسول الله صلى الله عليه سلم عزيمتهم دخل بيته فلبس لأمته وخرج
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»