وانهزم قوم من المسلمين يومئذ منهم عثمان بن عفان فعفا الله عنهم ونزل فيهم * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم) * الآية وكان الحسيل بن جابر العبسي وهو اليمان والد حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش شيخين كبيرين قد جعلا في الآطام مع النساء والصبيان فقال أحدهما لصاحبه ما بقي من أعمارنا فلو أخذنا سيوفنا ولحقنا برسول الله صلى الله عليه سلم لعل الله يرزقنا الشهادة وفعلا ذلك فدخلا في جملة المسلمين فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون وأما الحسيل فظنه المسلمون من المشركين فقتلوه خطأ وقيل إن ا لذي قتله عتبة بن مسعود وكان حذيفة يصيح والمسلمون قد علوا أباه أبي أبي ثم تصدق بديته على المسلمين وكان مخيريق أحد بني ثعلبة بن الفطيون من اليهود قد دعا اليهود إلى نصر رسول الله صلى الله عليه سلم وقال لهم والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم حق فقالوا له إن اليوم السبت فقال لا سبت لكم وأخذ سلاحه ولحق برسول الله صلى الله عليه سلم فقاتل معه حتى قتل وأوصى أن ماله لرسول الله صلى الله عليه سلم فيقال إن بعض صدقات رسول الله صلى الله عليه سلم بالمدينة من مال مخيريق وكان الحارث بن سويد بن الصامت منافقا لم ينصرف مع عبد الله بن أبي في حين انصرافه عن رسول الله صلى الله عليه سلم في جماعته عن غزاة أحد ونهض مع المسلمين فلما اتلقى المسلمون والمشركون بأحد عدا علي المجذر بن ذياد البلوي وعلى قيس بن زيد أحد بني ضبيعة فقتلهما وفر إلى الكفار وكان المجذر قد قتل في الجاهلية سويد بن الصامت والد الحارث المذكور في بعض حروب الأوس والخزرج ثم لحق الحارث بن سويد مع الكفار بمكة فأقام هناك ما شاء الله ثم حينه الله فانصرف إلى المدينة إلى قومه وأتى رسول الله صلى الله عليه سلم الخبر من السماء نزل جبريل عليه السلام فأخبره أن الحارث بن سويد قد قدم فانهض إليه واقتص منه لمن قتله من المسلمين غدرا يوم أحد فنهض رسول الله
(١٥١)