الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٤٤
مثل رأيي وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء وأراد أبو نائلة أن لا ينكر السلاح عليهم إذا أتوه قال إن في الحلقة لوفاء فرجع أبو نائلة إلى أصحابه فأخبرهم الخبر وأمرهم أن يأخذوا السلاح ويأتوا رسول الله صلى الله عليه سلم ففعلوا واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه سلم فمشى بهم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم ورجع عنهم فنهضوا وكانت ليلة مقمرة حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة وكان كعب حديث عهد بعرس فوثب في ملحفة فأخذت امرأته بناحيتها وقالت إنك امرؤ محارب وإن أهل الحرب لا ينزلون في مثل هذه الساعة فقال إنه أبو نائلة لو وجدني نائما ما أيقظني فقالت والله إني لأعرف في صوته الشر فقال لها كعب لو دعي الفتى إلى طعنة أجاب فنزل فتحدث معهم ساعة ثم قالوا له يا ابن الأشرف لو رأيت أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا قال إن شئتم فخرجوا يتماشون ثم إن أبا نائلة مس فود رأسه بيده ثم شمها وقال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر ثم مشى ساعة وعاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة وعاد لمثلها وأخذ بفودى رأسه وقال اضربوا عدو الله فضربوه بأسيافهم فصاح صيحة منكرة سمعها أهل الحصون فأوقدوا النيران واختلفت سيوفهم فلم تعمل شيئا قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا في سيفي حين رأيت أسيافهم لا تغني فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة أسمعت كل حصن حوله فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو الله ميتا وأصاب الحارث بن أوس يومئذ جرح في رجله أو في رأسه ببعض سيوف أصحابه
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»