الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢٦١
الحليفة ونفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اغتسلي واستثفري بثوب ثم أهلي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال ولبى الناس والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع ولا يقول لهم شيئا فنظرت مد بصري بين يدي رسول الله من راكب وماش ومن خلفه مثل ذلك وعن يمينه مثل ذلك وعن شماله مثل ذلك قال جابر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ينزل عليه القرآن وهو يعلم تأويله وما عمل به من شيء عملنا فخرجنا لا ننوي إلا الحج حتى أتينا الكعبة فاستلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود ثم رمل ثلاثا ومشى أربعا حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * قال جعفر قال أبي فقرأ فيهما بالتوحيد * (قل هو الله أحد) * و * (قل يا أيها الكافرون) * ثم استلم الحجر الأسود ثم خرج إلى الصفا فقال نبدا بما بدأ الله به وقرأ * (إن الصفا والمروة من شعائر الله) * ورقى على الصفا حتى إذا نظر إلى البيت كبر ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا اله وحده أنجز وعده وصدق عبده وغلب أو قال هزم الأحزاب وحده ثم دعا ثم رجع إلى هذا الكلام ثم
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»