الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢٣١
النبي عليه السلام من الرضاعة وهي بنت الحارث بن عبد العزي من بني سعد بن بكر بن هوازن بنت حليمة السعدية فأكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاها ورجعت إلى بلادها مسرورة بدينها وبما أفاء الله عليها وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأموال بين المسلمين وأعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس أو من جملة الغنيمة على مذهب من رأى أن ذلك إلى اجتهاد الإمام وأن له أن ينفل في البدأة والرجعة حسب ما رآه بظاهر قوله الله تعالى * (قل الأنفال لله والرسول) * يحكم فيها بما أراه الله وليس ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم بظاهر قوله عز وجل * (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه) * وللقول في تلخيص ذلك مواضع غير هذا أعطيات المؤلفة قلوبهم ولم يختلف أهل السير وغيرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم من قريش وغيرهم ولا ذكر للمؤلفة قلوبهم في غير آية قسم الصدقات قالوا أعطى قريشا مائة بعير مائة بعير وكذلك أعطى عيينة بن حصن والأقرع بن حابس قال ابن إسحاق أعطاهم يتألفهم ويتألف بهم قومهم وكانوا أشرافا فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة بعير وأعطى ابنه معاوية مائة بعير وأعطى حكيم بن حزام مائة بعير وأعطى الحارث بن هشام مائة بعير وأعطى سهيل بن عمرو مائة بعير وأعطى حويطب بن عبد العزي مائة بعير وأعطى صفوان بن أمية مائة بعير وكذلك أعطى مالك بن عوف والعلاء بن جارية الثقفي حليف بني زهرة قال فهؤلاء
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»