الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٢١٤
فحلت قرون رأسها فأخرجت الكتاب منها فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا يا حاطب فقال حاطب والله يا رسول الله ما شككت في الإسلام ولا رجعت عن ديني ولكني كنت ملصقا في قريش فأردت أن أتخذ عندهم بذلك يدا يحفظونني بها في شأفتي بمكة لأن أهلي وولدي بها فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري وكان خروجه لعشر خلت من رمضان فصام عليه السلام حتى بلغ الكديد بين عسفان وأمج ثم أفطر صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العصر وشرب على راحلته علانية ليراه الناس وقال تقووا لعدوكم وأمر الناس بالفطر فأفطر بعضهم وصام بعضهم فلم يعب على الصائم ولا على المفطر فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران ومعه من بني سليم ألف رجل ومن بني مزينة ألف رجل وثلاثة رجال وقيل من بني سليم سبعمائة ومن بني غفار أربعمائة ومن أسلم أربعمائة وطوائف من قيس وأسد وتميم وغيرهم من سائر العرب وقد أخفى الله عز وجل خبره عن قريش إلا أنهم على وجل وارتقاب خرج أبو سفيان وبديل بن
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»