التمهيد - ابن عبد البر - ج ١٩ - الصفحة ٣٠٧
بالشجرة وإلى جنبه كثير بن الصلت فقال عمر ممن هذه الريح فقال كثير مني لبدت رأسي واردت أن أحلق قال عمر فاذهب إلى شربة فادلك رأسك حتى تنقيه ففعل كثير بن الصلت قال أبو عمر الشربة مستنقع الماء عند أصول الشجر حوض يكون مقدار ريها وقال ابن وهب هو الحوض حول النخلة يجتمع (183) فيها الماء وأنشد أهل اللغة في هذا المعنى من شاهد الشعر قول زهير * ينهضن (184) من شربات ماؤها طحل * على الجذوع يخفن الغم والغرقا * وهذا مما عيب على زهير وقالوا أخطأ لأن خروج الضفادع من الماء ليس مخافة الغرق وإنما ذلك لأنهن يبضن على شطوط الماء ومن هذا قول كثير عزة * من القلب من عضدان هامة شربت * بسقي (185) وجمت للنواضح بيرها * فمعنى قوله شربت أي جعلت لها شرب والعضيد والعضد والعضدان قالوا بنات (186) النخل والشربات جمع شربة والشرب جمع شرب وذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا محمد بن قس عن بشير بن يسار الأنصاري قال لما أحرموا وجد عمر ريح طيب فقال ممن هذه الريح فقال البراء بن عازب مني يا أمير المؤمنين قال قد علمنا أن امرأتك عطرة أو عطارة إنما الحاج الأنفر الأغبر قال وحدثنا أبو خالد الأحمد عن يحيى بن سعيد عن الزهري أن عمر بن الخطاب دعا بثوب
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»