التمهيد - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٧٦
ابن حبيب (499) قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة اخبره قال أقيمت الصلاة فصف الناس صفوفهم ثم خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل يمشي حتى إذا قام في مصلاه ذكر انه لم يغتسل فقال للناس مكانكم ثم رجع إلى بيته فاغتسل ثم خرج حتى قام في مصلاه فكبر ورأسه ينطف وذكره أبو داود من رواية معمر ويونس بن يزيد والزبيدي والأوزاعي كلهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مثله سواء بمعناه وذكره البخاري من رواية يونس عن الزهري مثله ولم (أ) يذكر في هذا الحديث انه كبر قبل أن يذكر وانما فيه انه لما قام في مصلاه ذكر أنه لم يغتسل فاحتمل ان يكون ذكر ذلك قبل أن يكبر فأمرهم أن ينتظروه فلو صح هذا لم يكن في هذا الحديث معنى يشكل حينئذ لأن انتظارهم لو كان وهم في غير صلاة لم يكن في ذلك شيء يحتاج اليه في هذا الباب واحتمل ان يكون قوله فلما قام في مصلاه أي قام في صلاته فلما احتمل الوجهين كانت رواية من روى أنه كان كبر يفسر (ب) ما ابهم من لم يذكر ذلك لأن الثقاة من رواة مالك والشافعي قالوا فيه انه كبر ثم أشار إليهم ان امكثوا وقد ظن بعض شيوخنا ان في اشارته إليهم أن امكثوا دليلا على أنه بنى بهم إذا انصرف إليهم لأنه لم يتكلم وهذا جهل وغلط فاحش ولا يجوز عند أحد من العلماء ان يبنى على ما صنع وهو غير طاهر وسنبين هذا المعنى بعد في هذا الباب إن شاء الله
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»