الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٧ - الصفحة ٢٨٨
فلما ولي أبو بكر كلم فيه فأبى ان يرده فلما ولي عمر كلم فيه وقيل إنه قد كبر وضعف واحتاج فاذن له ان يدخل كل جمعة فيسال الناس ثم يرجع إلى مكانه واما قوله تقبل بأربع وتدبر بثمان فقد فسره حبيب عن مالك وذكر غيره بأكثر من ذلك من معناه ما نذكره ها هنا ان المراة وصفها المخنث بأنها امرأة لها في بطنها اربع عكن تبلغ خصرتها فتصير لها أربعة أطراف في كل خصر فتصير ثمانيا أربعا من هنا وأربعا من هنا فإذا أقبلت إليك واستقبلتها رايت في بطنها اربع عكن فإذا أدبرت رايت ثمانيا من جهة الأطراف في خصريها هكذا فسره كل من تكلم في هذا الحديث واستشهد بعضهم عليه بقول النابغة في قوائم ناقته (على هضبات بينما هن اربع * انخن لتعريس فعدن ثمانيا) وقد روي خبر هذا المخنث من حديث سعد بن أبي وقاص بتمامه وقد ذكرناه في (التمهيد) وفي الحديث من الفقه انه لا يجوز دخول أحد من المخنثين وهم الذين يدعون عندنا المؤنثين على النساء وانهم ليسوا من الذين قال الله فيهم * (غير أولي الإربة من الرجال) * [النور 31] وهذه الصفة هو الأبله الأحمق العنين الذي لا ارب له في النساء ولا يفطن بشيء من معايبهن ومحاسنهن فمن كان بهذه الصفة لم يكن بدخوله على الناس باس لان رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن بهيت المخنث انه ممن هذه صفته فلما سمع منه ما سمع امر بان لا يدخل على النساء ثم اخرجه من المدينة ونفاه عنها وهذا أصل في كل من يتأذى به ولا يقدر على الاحتراس منه ان ينفى إلى مكان يؤمن فيه منه الأذى قال أبو عمر قد صحف قوم من الرواة اسم ابنة غيلان هذه والصواب فيه (بادية) بالباء والياء وهو مأخوذ من بدا يبدو أي ظهر فكأنها سميت ظاهرة هذا معنى ما ذكره الزبير وغيره وبالله التوفيق 1466 - مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال سمعت القاسم بن محمد يقول كانت عند عمر بن الخطاب امرأة من الأنصار فولدت له عاصم بن عمر
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»