الله / عليه وسلم في أهل مكة ورأوا كثرت من دخل في دين الله اشتدوا على من أسلم منهم ففتنوهم عن دينهم أو من فتنوا منهم فعذر الله جل ثناؤه من لم يقدر على الهجرة من المفتونين فقال:
* (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) *.
وبعث إليهم رسول الله [صلى الله عليه وسلم]:
((إن الله جاعل لكم مخرجا)).
ففرض على من قدر على الهجرة الخروج إذا كان ممن يفتن عن دينه ولا يمنع فقال في رجل منهم توفي تخلف عن الهجرة:
* (الذين تؤفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض) *. الآية.
وأبان الله جل ثناؤه عذر المستضعفين فقال:
* (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم) *.
قال: ويقال: ((عسى)) من الله واجبه.
ودلت سنه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] على أن فرض الهجرة على من أطاقها إنما هو على من فتن عن دينه بالبلدة التي يسلم بها لأن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أذن لقوم بمكة أن يقيموا بها بعد إسلامهم منهم.
العباس بن عبد المطلب وغيره إذ لم يخافوا الفتنة وكان يأمر جيوشه أن يقولوا لمن أسلم ((إن هاجرتم فلكم ما للمهاجرين وإن أقمتم فأنتم كأعراب المسلمين)).