هنالك تجزى كل نفس ما أسلفت. إن الله يقول (ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) اغتنموا أيام الصحة قبل السقم. والشبيبة قبل الهرم. وبادروا بالتوبة قبل الندم. ولا تحملنكم المهلة على طول الغفلة فإن الاجل يهدم الامل. والأيام موكلة بتنقيص المدة وتفريق الأحبة. فبادروا رحمكم الله بالتوبة. قبل حضور النوبة (1) وبرزوا للغيبة (2) التي لا تنتظر معها الأوبة (3). واستعينوا على بعد المسافة بطول المخافة. فكم من غافل وثف بغفلته. وتعلل بمهلته. فأمل بعيدا. وبنى مشيدا (4) فنقص بقرب اجله بعد امله. وفاجأته منيته بانقطاع أمنيته. فصار بعد العز والمنعة (5) والشرف والرفعة مرتهنا بموبقات عمله قد غاب
(٦٣)