فيسلم. ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم. يذرو الرواية ذرو الريح الهشيم. تبكي منه المواريث. وتصرخ منه الدماء ويستحل بقضائه الفرج الحرام. لأملئ بإصدار ما أورد عليه (1) ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه في علم الخلق. ألا وإن أحب الناس إلى الله لعبد أعانه الله جل ثناؤه على نفسه فاستشعر الخوف. وتجلب الحزن (2). وأضمر اليقين. وتجنب الشك والشبهات وتوهم الزوال فهو منه على بال قد زهرت مصابيح الهدى في قلبه فقرب به البعيد. وهون به الشديد.
فكر فاستكثر. ونظر فأبصر. حتى إذا ارتوى من عذب فرات سهلت موارده. فشرب نهلا (3). وسلك سبيلا سهلا.
لم يدع مظلمة إلا أبصر جلاءها. ولا مبهمة إلا عرف مداها قد خلع سرابيل الشهوات (4) وتخلى من الهموم إلا هما واحدا