والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال في عائشة فأنزل الله ولا يأتل أولوا الفضل منكم الآية كلها فقال أبو بكر والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي ينفق وقال لا أنزعها عنك أبدا وكان النبي صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمري فقالت ما رأيت ولا علمت إلا خيرا وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب فهلكت فيمن هلك من أهل الإفك قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من خبر هؤلاء الرهط من هذا الحديث حدثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي وزكريا بن يحيى الساجي قالا ثنا هارون بن موسى الفروي ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر جميعا عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله من ذلك وكل حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأحسن اقتصاصا وبعضهم يصدق حديث بعض قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه قالت فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعدما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه حتى إذا فرغ رسول الله من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت
(٨٣)