المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت عليها إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا صالحا ما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد بن معاذ كذبت لعمرو الله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو بن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمرو الله ليقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتثاور الحيان حتى هموا أن يقتتلوا فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حجز بينهم قالت فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وعندي أبواي وكانت امرأة من الأنصار دخلت علي فهي تساعدني قالت فجلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل فقال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بشئ فاستغفري الله وتوبي إليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب رسول الله فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله فقلت لأمي أجيبي رسول الله فيما قال قالت فقالت أمي وما أدري ما أقول لرسول الله قالت وكنت جارية حديثة السن لم أكن أقرأ كثيرا من القرآن فقلت والله أداء اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقونني ولئن قلت إني بريئة لا تصدقونني والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قلت ثم تحولت والله يعلم أني بريئة ولشأني كان أصغر في نفسي
(٧٧)