فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فأسري عنه حتى رأيت السرور بين عينيه فقال يا عائشة أبشري أبشري فقد أنزل الله عذرك وقرأ القرآن فقال أبواي قومي فقبلي رأس رسول الله فقلت أحمد الله لا إياكما وكان مسطح قريبا لأبي بكر وكان يتيما في حجره فحلف أن لا ينفق عليه فأنزل الله عز وجل ولا يأتل أولوا الفضل منكم حتى ختم الآية وكان حسان إذا سب عندها قالت لا تسبوه فإنه كان ينافح عن رسول الله وأي عذاب أعظم من ذهاب عينيه عذاب عظيم حدثنا عبد الرحمن بن سالم الرازي قال ثنا سهل بن عثمان ثنا أبو أسامة ثنا هشام بن عروة قال حدثني أبي عن عائشة قال لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت قام في رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء قط وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا دخل بيتي إلا وأنا حاضر ولا غبت في سفر إلا غاب معي فقام سعد بن معاذ فقال نرى يا رسول الله أن نضرب أعناقهم فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال كذبت أم والله لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج في المسجد شر وما علمت به فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح فعثرت فقالت
(١٠٨)