منهم يومئذ خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم وبإسناده عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم وارده فإنه كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته ولكل أمة سما يعرفهم بها نبيهم وبإسناده عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الأمم أمة ضرب لهم مثلا كمثل أجراء ائتجرهم رجل يعملون له يوما كله وجعل لهم قيراطا فعملوا حتى إذا انتصف النهار سئموا فقالوا للرجل حاسبنا فحاسبهم فكان لهم نصف قيراط فقال من يكتل لي عملي إلى الليل على قيراط قيراط فبايعه قوم آخرون فعملوا حتى إذا كان قريبا من صلاة العصر سئموا فقالوا حاسبنا فحاسبهم فكان لهم نصف قيراط وأحب الرجل أن يقضي له عمله قبل الليل فائتجر قوما على أن يكملوا ما غبر من عمله إلى الليل على قيراطين فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو إن شاء الله أن تكونوا أنتم أصحاب القيراطين وبإسناده عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل من الأنصار يستفتيه في الكلالة أنبئني يا رسول الله أكلالة الرجل يريد أخوه من أمه وأبيه فلم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم شيئا غير أنه قرأ عليه آية الكلالة التي في سورة النساء ثم عاد الرجل يسأله فكلما سأله قرأها حتى أكثر وصخب الرجل فاشتد صخبه من حرص على أن يبين له النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه الآية ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم إني والله لا أزيدك على ما أعطيت
(٢٥٩)