العطار التنور وإذا فيه رجال ونساء فيأتيهم لهب أسفل منهم فيضوضووا فقلت يا بارك الله فيكما ما هؤلاء فقالا لي انطلق انطلق فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى أرض بيضاء كأنها الفضة وإذا فيها كل نور ربيع وإذا رجل أبيض الرأس واللحية كأجمل ما أنت راء من الرجال وإذا عنده ولدان فهو محوشهم ويصلح منهم فقلت يا بارك الله فيكما من هذا الشيخ ومن هؤلاء الولدان قالا انطلق انطلق فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى أرض بيضاء كأنها الفضة وإذا فيها نهر يجري ويجئ قوم نصف أجسادهم كأحسن ما أنت راء ونصف أجسادهم كأقبح ما أنت راء فيدخلون في ذلك النهر كأنما أمروا به فيخرجون منه كأنما دهنوا بالدهان فقلت يا بارك الله فيكما ما هؤلاء قالا انطلق انطلق فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى سدرة المنتهى وهي جنة عدن وذاك منزلك قلت يا بارك الله فيكما دعاني فأدخله قالا لا وأنت داخله قلت يا بارك الله فيكما إني قد رأيت منذ الليلة عجبا قالا نخبرك أما الذي رأيت أبيض الرأس واللحية فذاك مالك خازن جهنم وأما الذي رأيت يشرشر فمه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه فذاك رجل يخرج من منزله يكذب الكذبة فيشيع في الآفاق وأما الذي رأيت يثلغ رأسه فيترك كأنه خبزة فذلك الرجل النمام وأما الذي رأيت في البركة يلقم حجرا فذلك الرجل الذي يأكل مال اليتيم وأما الذي رأيت في العطار التنور فأولئك الزواني والزناة وأما الذي رأيت الأبيض الرأس واللحية فذاك إبراهيم خليل الله والولدان الذين رأيت فذاك ولدان المسلمين وكل مولود يولد على الفطرة وأما الذين رأيت نصف أجسادهم كأحسن ما أنت راء ونصف أجسادهم كأقبح ما أنت راء فأولئك قوم عملوا وأشار صالحا وآخر سيئا فيغفر الله لهم
(٢٤٠)