الأحاديث الطوال - الطبراني - الصفحة ٦٦
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة أحد من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه إلى السماء وينظر إلى الأرض ويحدث نفسه قال ثم يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر مرارا ثم قال إن الرجل المسلم إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا تراءت له ملائكة من السماء كأن وجوههم الشمس فتجلس له مد البصر معهم أكفان من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ويجئ ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول أخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى مغفرة من الله ورضوان قال فيخرج فيسيل كما تسيل القطرة من السقاء فإذا أخذها قاموا إليه فلم يتركوها في يده طرفة عين قال ويخرج منه مثل أطيب ريح مسك يوجد على وجه الأرض يتصعدون به فلا يمرون على أحد من الملائكة الا قال ما هذا الروح الطيب قال فيقولون هذا فلان فتفتح أبواب السماء ويشيعه من كل سماء مقربوها حتى إذا انتهى إلى السماء السابعة قيل اكتبوا كتابه في العلين قال فيكتب قال ثم يقال ارجعوه إلى الأرض فإن منها خلقناهم وفيها نعيدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى فيجعل في جسده فيأتيه الملائكة فيقولون له اجلس من ربك فيقول ربي الله قال يقولون ما دينك قال يقول ديني الاسلام فيقولون ما هذا الرجل الذي بعث فيكم يقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون ما يدريك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت وصدقت فينادون من السماء أن قد صدق فافرشوه من السماء وألبسوه من الجنة وأروه منزله من الجنة قال فيصيب من روحها ويوسع له في قبره مد بصره ويمثل له رجل حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول هو من أنت رحمك الله فوجهك الذي جاء بالخير قال فيقول أنا عملك الصالح قال وإن كان كافرا نزلت إليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم مسوح فيجلسون منه مد البصر قال ويجئ ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول أخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى غضب من الله وسخطه قال فيفرق في جسده كراهية له قال فيستخرجها تنقطع معها العروق والعصب كما يستخرج الصوف المبلول بالسفود فإذا أخذها قاموا إليه فلم يتركوها في يده طرفة عين فيأخذونها في أكفانها في المسوح قال ويخرج منه مثل أنتن ريح جيفة وجدت على وجه
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»