ولا تنقر نقرا وصل من أول الليل وآخره قال يا رسول الله أرأيت ان صليت كله قال إذا فأنت إذا أنت حديث مازن بن الغضوبة (62) حدثنا موسى بن جمهور التنيسي ثنا علي بن حرب الموصلي ثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن عبد الله العماني عن مازن بن الغضوبة قال كنت أسدن صنما يقال له باحر بسمائل قرية بعمان فعترنا ذات يوم عنده عتيرة وهي الذبيحة فسمعت صوتا من الصنم يقول يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث نبي من مضر بدين الله الأكبر فدع نحيتا من حجر تسلم من حر سقر قال ففزعت لذلك وقلت إن هذا لعجب ثم عترت بعد أيام عتيرة فسمعت صوتا من الصنم يقول أقبل إلي أقبل تسمع ما لا تجهل هذا نبي مرسل جاء بحق منزل فآمن به كي تعدل عن حر نار تشتعل وقودها بالجندل فقلت ان هذا لعجب وإنه لخير يراد بنا فبينا نحن كذلك إذ قدم رجل من الحجاز فقلنا ما الخبر وراءك قال ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله قلت هذا نبأ ما قد سمعت فبؤت فسرت إلى الصنم فكسرته أجذاذا وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرح لي الاسلام فأسلمت وقلت كسرت باحرا جذاذا وكان لنا ربا نطيف به عميا لضلال بالهاشمي هدينا من ضلالتنا ولم يكن دينه مني على بال يا راكبا بلغن عمرا وإخوته اني لمن قال ربي باحر قال يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة قال مازن فقلت يا رسول الله اني امرؤ مولع بالطرب وبشرب الخمر وبالهلوك قال بن الكلبي والهلوك الفاجرة من النساء وألحت علينا السنون فأذهبت الأهوال وأهزلن الذراري والعيال وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتينا بالحياء ويهب لي ولدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وبالعهر عفة الفرج وبالخمر رياء لا إثم فيه وائته بالحياء وهب له ولدا قال مازن فأذهب الله عني ما كنت أجد واتانا بالحياء وتعلمت شطر القرآن خصب عمان وحججت حججا حجا ووهب الله لي حيان بن مازن وأنشأت أقول إليك يا رسول الله خبت مطيتي تجوب الفيافي من عمان إلى العرج لتشفع لي يا خير من وطأ الحصى فيغفر لي ربي فارجع بالفلج إلى معشر خالفت والله دينهم فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي وكنت امرأ بالزغب والخمر مولعا شبابي حتى آذن الجسم بالنهج فبدلني بالخمر خوفا وخشية وبالعهر احصانا فحصن لي فرجي فأصبحت همي في الجهاد ونيتي فلله ما صومي ولله ما حجي فلما قدمت على قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرا لهم فهجاني فقلت ان رددت عليه فإنما الهجو لنفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت بغضكم عندنا مرمدا فيه وبغضكم عندنا يا قومنا لئن فلا يعطن الدهر أن نشب معايبكم وكلكم يبدو عيبنا فطن شاعرنا معجم عنكم وشاعركم في حربنا مبلغ في شتمنا لسن ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر وفي صدوركم البغضاء والإحن فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا يا بن عم عبنا عليك أمرا وكرهناه لك فإن أبيت فشأنك ودينك فارجع فأقم أمورنا فكنت القيم بأمورهم فرجعت معهم ثم هداهم الله بعد إلى الاسلام
(١٥٣)