الأحاديث الطوال - الطبراني - الصفحة ٧٧
قلت كيف كانت سيرته في جلسائه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا غياب ولا مداح متغافل عما لا يشتهي ولا يؤنس منه ولا يخيب فيه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والاكثار ومما لا يعنيه وترك نفسه الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطيب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير تكلموا ولا يتنازعون عنده من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر الغريب للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه يستجلبونهم ويقول إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرشدوه ولا يقبل الثناء الا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام قلت كيف كان سكوته قال كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع على الحلم والحذر والتقدير والتفكر فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس وأما تفكره أو قال تذكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم في الصبر وكان لا يغضبه ولا يستفزه شئ جمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى ليقتدوا به وتركه القبيح ليتناهى عنه واجتهاده الرأي فيما يصلح أمته والقيام فيما جمع لهم من أمر الدنيا والآخرة
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»