فأطلقهما جميعا بلفظ أحدهما عند التثنية وهذا كما قيل عدل العمرين فأطلقا معا بلفظ أحدهما فتبشبش الله جل وعلا لعبده الموطن المكان في المسجد الولاء والخير إنما هو نظره إليه بالرأفة والرحمة والمحبة لذلك الفعل منه وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم يحكي عن الله تعالى من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يريد به من تقرب مني شبرا بالطاعة ووسائل الخير تقربت منه ذراعا بالرأفة والرحمة ولهذا نظائر كثيرة سنذكرها في موضعها من هذا الكتاب إن يسر الله ذلك وسهله ذكر بناء الله جل وعلا بيتا في الجنة لمن بنى مسجدا في الدنيا أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر بن الخطاب أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة
(٤٨٦)