الزهد وصفة الزاهدين - أحمد بن محمد بن زياد - الصفحة ٣١
ثلاثة: زاهد وصابر وراغب، فأما الزاهد: فأصبح قد خرجت الأفراح والأحزان من قلبه، عن اتباع هذا الغرور، وهو لا يفرح بشئ من الدنيا أتاه، ولا يحزن على شئ من الدنيا، فإنه لا يبالي على عسر أو يسر، فهذا المبرز في الزهد.
القول الحادي والثلاثون، قاله صفوان ووافقه عليه مروان:
35 - حدثنا أحمد قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم قال: حدثنا ابن أبي الدنيا الحواري قال: قلت لأبي صفوان الرعيني: الدنيا التي ذمها الله تعالى في القرآن، التي ينبغي للعاقل أن يجتنبها؟ قال: كل ما عملته في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، وكل ما أصبت فيها تريد به الآخرة فليس منها. فحدثت به مروان، فقال الفقه على ما قال أبو صفوان.
القول الثاني والثلاثون:
36 - حدثنا أحمد قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا ابن عبد الرحمن قال: قيل لبعض العلماء: أي شئ أدفع للفاقة؟ قال: الزهد. قيل: وما الزهد؟ قال: العلم.
قلت: وما بين الدنيا والآخرة لمن طلب الرفيع بالخسيس.
قيل: فآية أخرى؟ قال: ترك إعمال الفكر في شئ من الدنيا.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»