مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٦
تسعة وتسعين، فجاء يسأل: هل له من توبة؟ فأتى راهبا فسأله، فقال: ليست لك توبة، فقتل الراهب، ثم جعل يسأل، ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون قال: فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت فنأى بصدره ثم مات، فاجتمعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، وكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر، فجعل من أهلها " (1).
61 - (1034) حدثنا زحمويه، حدثنا هشيم، عن يحيى ابن سعيد، عن عبد الله بن فلان الأنصاري، عن أبيه...

(1) إسناده صحيح، وأخرجه مسلم في التوبة (2766) (47) باب: قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، من طريق عبيد الله بن معاذ، بهذا الاسناد.
وأخرجه مسلم في التوبة (2766) من طريق محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدثنا معاذ، به.
وأخرجه البخاري في حديث الأنبياء (3470)، ومسلم (2766) و (48) من طريق محمد بن بشار عن محمد بن أبي عدي، عن شعبة، به.
وأخرجه أحمد 3 / 20، 72، وابن ماجة في الديات (2622) باب: هل لقاتل مؤمن توبة؟ من طريق يزيد بن هارون، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، به.
وفي الحديث مشروعية التوبة من جميع الكبائر حتى من قتل الأنفس، وفيه أن المفتي قد يجيب بالخطأ، وفيه الإشارة إلى قلة فطنة الراهب، لأنه كان عليه التحرز، واستعمال المعاريض مداراة عن نفسه، هذا إذا كان الحكم عنده صريحا في عدم قبول توبة القاتل، بينما لم يكن الحكم عنده إلا مظنونا. وفيه التحول من الأرض التي يصيب الانسان فيها المعصية، ومفارقة الأحوال التي اعتادها زمن المعصية، وفيه فضل العالم على العابد، وفيه حجة لمن أجاز التحكيم، وأن من رضي الفريقان بتحكيمه فحكمه جائز عليهم، وفيه أن للحاكم إذا تعارضت عنده الأحوال وتعددت البينات أن يستدل بالقرائن على الترجيح.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست