مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ٢ - الصفحة ١٩٨
يطوف بالبيت على ناقته يستلم الحجر بمحجن معه " (1).
5 (904) - حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي الطفيل، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن حبيب، وحميد، عن الحسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. " بينما أنا أنزع الليلة إذ وردت علي عنم سود، وغنم عفر، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين فيهما ضعف، والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستحالت غربا فملا الحياض، وأروى الوارد، فلم أر عبقريا من الناس أحسن نزعا منه، فأولت أن الغنم السود العرب، والعفر العجم " (2)...

(١) إسناده صحيح، القاسم بن مالك المزني وثقه أحمد، وابن معين، وأبو داود، والعجلي، وجماعة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليث بالمتين. وقال الساجي: ضعيف. ولينه الحافظ في التقريب.
وأخرجه أحمد ٥ / ٤٥٤، وابن ماجة في المناسك (٢٩٤٩) باب: من استلم الركن بمحجنة، من طريق وكيع، عن معروف بن خربوذ، بهذا الاسناد.
وأخرجه مسلم في الحج (١٢٧٥) باب: جواز الطواف على بعير وغيره، واستلام الحجر بمحجن ونحوه للراكب، من طريق سليمان بن داود، وأبو داود في المناسك (١٨٧٩) باب: الطواف الواجب، من طريق أبي عاصم، وأخرجه ابن ماجة في المناسك (٢٩٤٩) من طريق الفضل بن موسى، جميعهم عن معروف، به.
وعندهم زيادة " ويقبل المحجن ".
وهو عند ابن عساكر ٨ / ٤١٣ / آ.
(٢) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو: ابن جدعان، وأخرجه أحمد ٥ / ٤٥٥ من طريق عبد الصمد، حدثنا حماد بن سلمة، بهذا الاسناد.
وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " ٧ / ١٨٣ ونسبه إلى البزار وقال: " وفيه علي ابن زيد، وهو ثقة، سيئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح ". وفاته أن ينسبه إلى أحمد، وأبي يعلى. وقد أشار الحافظ في الفتح ١٢ / ٤١٤ إلى هذه الرواية.
ويشهد له حديث ابن عمر عند البخاري في المناقب (3633) باب: علامات النبوة في الاسلام، وأطرافه 3676، 3682، 7019، 7020 - كما يشهد له حديث أبي هريرة عنده أيضا في التعبير (7021، 7022).
ونزع، من باب ضرب: قلع الشئ من مكانه. ومنه فلان في النزع، أي: في قلع الحياة. والمراد هنا: استخراج الماء بآلة كالدلو. والذنوب، بفتح المعجمة: الدلو الممتلئ والغرب، بفتح الغين المعجمة، وسكون الراء بعدها موحدة: الدلو العظيمة المصنوعة من جلود البقر، فإذا فتحت الراء، فهو الماء الذي يسيل بين البئر والحوض. والعبقري، قال الفراء: السيد، وكل فاخر من حيوان، وجوهر، وبساط وضعت عليه. وأطلقوه في كل شئ عظيم في نفسه.
قال النووي: " قالوا هذا المنام مثال لما جرى للخليفتين من ظهور آثارهما الصالحة، وانتفاع الناس بهما، وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه صاحب الامر فقام به أكمل قيام، وقرر قواعد الدين، ثم خلفه أبو بكر فقاتل أهل الردة، وقطع دابرهم. ثم خلفه عمر فاتسع الاسلام في زمنه فشبه أمر المسلمين بقليب فيه الماء الذي فيه حياتهم وصلاحهم، وشبه بالمستقي لهم منها، وسقيه هو قيامه بمصالحهم.
وفي قوله: " ليريحني " إشارة إلى خلافة أبي بكر، لان في الموت راحة من كدر الدنيا وتعبها، فقام أبو بكر بتدبير أمر الأمة، ومعاناة أحوالها. وأما قوله: " وفي نزعة ضعف " فليس فيه حط من فضيلة أبي بكر، وإنما هو اخبار عن حاله في قصر مدة ولايته. وأما ولاية عمر فإنها لما طالت كثر انتفاع الناس بها، واتسعت دائرة الاسلام لكثرة الفتوح وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين. وأما قوله: " والله يغفر له " فليس فيه نقص لعمر ولا إشارة إلي أنه وقع منه ذنب، وإنما هي كلمة كانوا يقولونها يدعمون بها الكلام.
وفي الحديث إعلام بخلافة أبي بكر، وعمر، وصحة ولايتهما، وكثرة الانتفاع بهما.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مسند طلحة بن عبيد الله 5
2 من مسند الزبير بن العوام 29
3 مسند سعد بن أبي وقاص 49
4 من مسند عبد الرحمن بن عوف 147
5 مسند أبي عبيدة الجراح 175
6 من مسند أبي جحيفة 183
7 مسند أبي الطفيل 195
8 بقية من مسند عبد الله بن أنيس 201
9 مسند خفاف بن إيماء 207
10 مسند عقبة مولى جبر بن عتيك 211
11 مسند يزيد بن أسد 213
12 سلمة الهمداني 214
13 مسند جهجاه الغفاري 218
14 ما أسند جارود العبدي 219
15 رجل من أصحاب النبي 221
16 سلمة بن قيصر عن النبي 222
17 أبو أبي عمرة 223
18 جد خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم 224
19 ما أسند خرشة عن النبي صلى الله عليه وسلم 225
20 خالد بن عدي الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 226
21 أبو عزة 228
22 قدامة بن عبد الله 229
23 أبو ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم 229
24 ما أسند عبد الرحمن بن حسنة الجهني 231
25 قيس بن أبي غرزة عن النبي صلى الله عليه وسلم 233
26 بشير السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم 233
27 عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن النبي صلى الله عليه وسلم 234
28 عبد الرحمن الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 235
29 يزيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم 236
30 سبرة بن معبد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 237
31 الأسود بن سريع عن النبي صلى الله عليه وسلم 240
32 أبو لبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم 241
33 رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم 242
34 أسيد بن حصير عن النبي صلى الله عليه وسلم 243
35 عروة بن مضرس 245
36 أيمن بن خريم الأسدي 245
37 مسند سعيد 247
38 من مسند أبي سعيد الخدري 263