مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ٢ - الصفحة ١٥٤
الله، وأنا الرحمن، وهي الرحم، خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته، أو بتته " (1)...
(١) رجاله ثقات. ومدار اتصال الاسناد على سماع أبي سلمة من أبيه عبد الرحمن بن عوف. قال الحافظ الذهبي في: " سير أعلام النبلاء " ٤ / ٢٨٧: " وحدث عن أبيه بشئ قليل لكونه توفي وهذا صبي ". وقال ابن سعد في " الطبقات " ٥ / ١٧٥: " توفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ". وعلى هذا يكون مولده سنة اثنتين وعشرين.
نقول: إذا جمعنا هذا إلى أن عبد الرحمن قد توفي سنة اثنتين وثلاثين، يكون عمر أبي سلمة عند وفاة أبيه نحوا من عشر سنين، ويكون الصحيح ما ذهب إليه الامام الذهبي في القول السابق، والله أعلم.
وأخرجه الحميدي برقم (٦٥)، وأحمد ١ / ١٩٤، وأبو داود في الزكاة (١٦٩٤) باب: في صلة الرحم، من طرق عن سفيان، بهذا الاسناد. وصححه الحاكم ٤ / ١٥٨ ووافقه الذهبي وأخرجه الحاكم ١ / ١٥٨ من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد ١ / ١٩٤، وأبو داود (١٦٩٥)، والحاكم في " المستدرك " ٤ / ١٥٧ من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، حدثني أبو سلمة أن الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.. والصحيح: أبو الرداد.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (53) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة، أن أبا الرداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف... وصححه الحاكم 4 / 158 ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وأخرجه أحمد 1 / 194 من طريق بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، بالاسناد السابق. وصححه الحاكم 4 / 158 ووافقه الذهبي.
وقول: " اشتققت " - وفي السند " شققت " - أي: أخذت وأخرجت اسمها.
في الحديث إشارة إلى أن المناسبة الاسمية واجبة الرعاية في الجملة، وإن كان المعنى على أنها أثر من آثار رحمة الرحمن. ويتعين على المؤمن التعلق والتخلق بمعاني أسمائه تعالى، وألبت: القط. في الأصلين " أبو الدرداء " ولكن صححت على الهامش.