وكانت الهزيمة وإذا قد صحل حلقه من الصياح وانقطع صوته قال وكان الحسن بن أبي الحسن شهدها فقال ما رأيت فارسا خيرا من ألف حتى رأيت عباد بن الحصين (185) حدثني أبو زيد نا الأصمعي نا يوسف بن عبدة قال قال الحسن إني لأرجو أن لا تمس النار عباد بن الحصين (186) حدثني محمد بن صالح نا علي بن محمد القرشي عن مسلمة بن محارب قال سمعت عوفا الاعرابي يقول قال الحسن ما رأيت أحدا أشد بأسا من عباد بن الحصين وعبد اللبن خازم أما عباد فبات ليلة على ثلمة ثلمه المسلمون في حائط كابل يطاعن المشركين عليها ليلة حتى أصبح ومنعهم من سدها فأصبح وهو على الحال التي كان عليها أول الليل ثم جاء بن خازم فجاء رجل مثله في البأس أحسن توقيا منه فقاتلهم عليها حتى افتتحها المسلمون فقاتلوهم من بين حائط المدينة والحائط الذي ثلموه فاضطروهم إلى باب المدينة ومعهم فيل فقدموه ليدخل المدينة فضرب بن خازم الفيل فعقره فسقط على الباب فمنعهم من إغلاقه وهرب المشركون ودخل المسلمون المدينة فغلبوا عليها (187) حدثني محمد بن صالح حدثني علي بن محمد عن القاسم بن الفضل الحداني عن جلهمة اليحمدي قال ذكر المهلب يوما أهل البأس فقال أشد الناس أحمر قريش وابن الكلبية وصاحب البغلة فقال شيخ منهم يقال له الحتات ما نعرف هؤلاء الذين ذكرت فقال أما بن الكلبية فمصعب بن الزبير أفردوه فبقي في سبعة فعرضوا عليه الأمان فأبى ومضى على أمره فقتل وأما أحمر قريش فعمر بن عبيد الله بن معمر لم تلقنا سرعان خيل قط إلا ردها عنا وأما صاحب البغلة فهذا الحمار من بني تميم عباد بن الحصين لم نكن في كربة قط إلا فرجها عنا قال فقال له الفرزدق بن غالب ما رأينا كاليوم شيخا أضل فأين بن خازم وعبد الله
(٦٥)