احمل قال دعوني فإني لو رأيت محملا حملت قالوا يا أبا عبد الله احمل ونحمل معك قال لكأني بكم قد حملت وحملتم فأقدمت وكذبتم فأخذت سلما قالوا كلا والله لا يكون ذاك أبدا لئن حملت لنحملن ولئن أقدمت لنقدمن قال فحمل الزبير وحملوا فأقدم وكذبوا قال قال الزبير فهاجت غبرة فما شعرت إلا وأنا بين علجين قد اكتنفاني قد أخذا بعنان دابتي أحدهما عن يميني والآخر عن يساري قال نافع فكيف ترى أبا عبد الله صنع وجدوه والله غير طائش الفؤاد أدخل السيف في العنان والعذار فقطعهما ثم بطن الفرس برجليه قال فنجا أبو عبد الله وبقي اللجام في يد العلجين (170) حدثني محمد بن الحسين نا يزيد بن هارون أنا مسعر عن عبد الملك بن عمير عن بن عمر قال ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم (171) حدثنا أحمد بن إبراهيم نا سعيد بن عامر نا أبو الأسود عن بن عون قال بينا نحن يوما في بلاد الروم إذا أنا بوجوه الناس قد تغيرت فقلت لرجل إلى جنبي ما هذا الذي أرى في وجوه الناس قال أما ترى العدو فنظرت فإذا الجبل مسود من الاعلاج قال بن عون نعلم أن الموت كريه وإلى جنبي رجل لا أرى في وجهه ما أرى في وجوه القوم في يده تفاحتان يقلبهما إذ خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فبرز لرجل من المسلمين فحمل عليه العلج فطعنه فألقى صاحب التفاحتين تفاحتيه ثم برز له فحمل عليه فطعنه وعاد إلى تفاحتيه فأخذهما فجعل يقلبهما فقلت لرجل إلى جنبي من هذا قال هذا البطال (172) حدثني علي بن الحسن قال ثنا أبو بحر السكوني فرات
(٦٠)