كتاب ذم المسكر - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٤٨
وليمة في بني عدي على مائدة عليها إسحاق بن سويد، وذو الرمة، فاستسقى ذو الرمة فسقي نبيذا، واستسقى إسحاق بن سويد ماء، فقال ذو الرمة:
أما النبيذ فلا يذعرك شاربه * فاحفظ ثيابك ممن يشرب الماء مشمرين على أنصاف سوقهم * هم اللصوص وقد يدعون قراء فقال إسحاق بن سويد:
أما النبيذ فقد يزري بشاربه * ولا ترى أحدا يزرى به الماء الماء فيه حياة الناس كلهم * وفي النبيذ إذا عاقرته الداء ثم قال لذي الرمة: زد حتى نزيد.
(شارب الخمر.. ناقص المروءة) أخبرنا احمد، حدثنا أبو بكر، حدثني محمد بن عبيد الله، عن شيخ من أهل الكوفة من طيئ، قال: كنا بالكوفة نقول: من لم يرو هذه الأبيات فهو ناقص المروءة، وما كان رجل بالكوفة له شرف إلا وهو يرويها: - وصبهاء جرجانية لم يطف بها * حليم ولم تنخر بها ساعة قدر ولم يشهد القس المهيمن نارها * طروقا ولم يحضر على طبخها حبر أتاني بها يحيى وقد نمت نومة * ولاحت لي الشعرى وقد طلع النسر فقلت: اصطحبها أو لغيري اهدها * فما أنا بعد الشيب ويحك الخمر تعففت عنها في الدهور التي خلت * فكيف التصابي بعدما خلا العمر
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 67 ... » »»
الفهرست