كتاب ذم المسكر - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٤٩
إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن * له دون ما يأتي حياء ولا ستر فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى * وإن جر أسباب الحياة له الدهر أخبرنا احمد، حدثنا أبو بكر، وحدثني العباس بن هشام، عن أبيه، قال: الرحال الفهمي لعمرو بن سعيد بن العاص: - دعاني عمرو للتي لا أريدها * وكنت لعمرو عالما لو درى عمرو فقلت له: يا عمرو دع ذكر ما ترى * فإني ممن لا تحل له الخمر أأشربها بعد الثمانين؟! إنني إذن * غير محمود وإن عمني الفقر فللفقر خير عقبة من سلافة * تبقني عارا وإن يفسد العمر يسب بها عقبي خلافي إذا دعوا * وليس بماح عارها عني القبر أخبرنا احمد، حدثنا أبو بكر، حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال:
حدثني عبد الله بن محمد بن عقبة، قال: حدثني محمد بن هشام النصيبي، ونفر من أهل نصيبين قالوا: كان عندنا رجل مسرف على نفسه يكنى أبا عمرو، وكان يشرب الخمر قال: فبينا هو كذلك إذ انتبه ذات ليلة وهو فزع، فقيل له: ما لك؟! فقال: أتاني آت في منامي هذا وردد علي هذا الكلام حتى حفظته:
جد بك الأمر أبا عمرو * وأنت معكوفا على الخمر تشرب صهباء راحية * سال بك السيل وما تدري قال: فلما أذن المؤذن مات فجأة.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 67 69 ... » »»
الفهرست