طال فكرك ففيم ذاك هذا ابنك الفضل على خراسان وجعفر على العراق ومحمد على اليمن وموسى على الجبال وأنت فيما أنت فيه فقال ويحك ففي هذا كان فكري ولما نحن فيه كثر همي أنا علمت أن جدي برمك كان ينزل النوبهار وكان يقدم في كل سنة على هشام بن عبد الملك فكان يألف دهقانا بالجبل ينزل عليه ذاهبا وينزل عليه راجعا وكان في دنيا عريضة وأمر واسع جدا فقال له جدي مرة في بعض نزوله عليه إنك من الدنيا لفي أمر واسع وخير كثير هؤلاء ولدك قد ساووك سنة وأموالك منتشرة وجاهك عريض قال وما ينفعني من ذلك وقد تكدر كل ما أنا فيه بصاحبتي أم أولادي هي الدهر باكية ليلها ونهارها فما أتهنى عمرو بشئ مما أنا فيه ولا أعلم ما سبب بكائها ولا تخبرني به قلت أفتأذن لي في كلامها قال نعم شأنك وذاك فقلت يا هذه إنكم من الدنيا في سعد ومن العيش فيما أنتم فيه وقد أفسدت ذاك على صاحبك بطول بكائك ودوام حزنك فمم ذاك قالت أما إنه يسائلني عن ذاك منذ مدة فما أخبره نحن أهل بيت لم نصب بمصيبة ولم تنزل بنا جائحة ولم نثكل قبل ولدا فقد علمت أن هذا لا يتم
(٥١)