تركة النبي (ص) - حماد بن زيد البغدادي - الصفحة ٧٤
الله صلى الله عليه وسلم بحلب فقلت له يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان له شئ أنا كنت الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أتاه الإنسان المسلم فيراه عاريا يأمرني به فأنطلق فأستقرض فأشتري له البردة أو غيرها فاكسوه وأطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين فقال يا بلال عندي سعة فلا تستقرض من أحد الا مني ففعلت فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأوذن فيه بالصلاة فإذا المشرك في عصابة من التجار فلما رآني قال يا حبشي قلت يا لبيك فتجهمني وقال لي قولا غليظا وقال أتدري كم بينك وبين الشهر قلت قريب قال إنما بينك وبين الشهر أربع فأخذك بالذي عليك فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك علي ولا من كرامة صاحبك ولكن إنما أعطيتك لتجب لي عبدا فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك فأخذ في نفس ما يأخذ في أنفس الناس فانطلقت ثم أذنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي فقلت يا رسول الله بأبي أنت إن المشرك الذي ذكرت لك أني كنت أتدين منه قد قال لي كذا وكذا وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي وهو فاضحي فائذن أبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني فخرجت حتى أتيت منزلي فجعلت سيفي وحرابي ومجني ونعلي عند رأسي واستقبلت بوجهي الأفق فكلما نمت ساعة استنبهت فإذا رأيت علي ليلا نمت حتى إذا انشق عمود الصبح الأول بادرت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت حتى أتيته فإذا ركائب مناخات عليهن أحمالهن فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر فقد جاءك الله بقضائك فحمدت رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن لي عظيم فدك فأقبضهن صلى ثم اقض دينك ففعلت فحططت أحمالهن ثم عقلتهن ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت إلى البقيع فجعلت إصبعي في أذني ثم أذنت فقلت من
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»