خلق أفعال العباد - البخاري - الصفحة ١٤
فأمطرت، وكذلك إذا قلت: أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه، وإذا قلت قال الله، اكتفيت بقوله: قال. فقال مكتف لا يحتاج إلى شئ يستدل به على قال، كما احتجت إذا قال الجدار فمال، وإلا لم يكن لقال الجدار معنى، ومن قال هذا فليس شئ من الكفر إلا وهو دونه، ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يفعله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق.
وقال علي: سمعت بشر بن المفضل وذكر ابن خلوبة بالبصرة جهميا فقال: بشر هو كافر، وسئل وكيع عن مثنى الأنماطي فقال: كافر، وقال عبد الله بن داود: لو كان لي على المثنى الأنماطي سبيل لنزعت لسانه من قفاه، وكان جهميا.
وقال سليمان بن داود الهاشمي: من قال القرآن مخلوق، فهو وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا، فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار، إذ قال:
(أنا ربكم الأعلى).
وزعموا أن هذا مخلوق، والذي قال: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) هذا أيضا قد ادعى ما ادعى فرعون، فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار من هذا وكلا منهما عنده مخلوق. فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه.
وقال أحمد بن محمد: قد تبين لي أن القوم كفار.
وقال الفضيل بن عياض إذا قال لك جهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.
وقال ابن عيينة: رأيت ابن إدريس قائما عند كتاب قلت: ما تفعل يا أبا محمد هنا..؟ قال أسمع كلام ربي من في هذا الغلام.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست