يتفكرون) (٣). لان القران نزل إما نصا أو جملة. فالنص مثل ما حرم الله وأحل كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، وتحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتحريم الأمهات والأخوات والبنات والعمات والخالات. والمجمل منه كفرض الصلاة والزكاة والحج والفرائض والحدود والمعاملات فدل الرسول صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة وعددها ومواقيتها وأذكارها وركوعها وسجودها وسائر أحكامها فقال صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي " (٤). وبين نصاب الزكاة وحدها ووقت إخراجها والأصناف التي تجب فيها. كما بين صلى الله عليه وسلم كيف الحج ومناسكه. كما بين صلى الله عليه وسلم موانع الميراث واحكام البيوع والحدود وغيرها من المعاملات.
وأنزل عليه الحكمة وهي السنة كما أنزل عليه القران وأمره أن يعلمها للناس. قال تعالى: ﴿وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما﴾ (٥). وقال تعالى: ﴿لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ (٦). وأمر زوجاته أمهات المؤمنين أن يذكرن ما يتلى في بيوت النبي من آيات الله والحكمة. قال تعالى، ﴿واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة﴾ (٧). فآيات الله تلاوتها معلومة، فعلم أن هناك متلوا غير كتاب الله وهي الحكمة التي فسرت بالسنة لا غير.
والسنة هي أحد قسمي الوحي مما ألقاه الله في قلب رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى﴾ (8).
وفرض الله سبحانه طاعته وطاعة رسوله: قال تعالى: (وأطيعوا الله