عبادة عائشة:
فقد تأثرت السيدة عائشة كثيرا بعبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهجه فيها لأنها كانت ألصق الناس به - صلى الله عليه وسلم - وأكثرهم إطلاعا.
فمن هنا قد حفظت السيدة عائشة - رضي الله عنها - في رواياتها الكثيرة في مسندها من هذا النوع وقدمت للأمة صورة كاملة ومنهجا ثابتا لعبادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كانت المداومة والثبات سمتها البارزة كما روت عائشة - رضي الله عنها - أن عمله كان ديمة وإذا صلى صلاة داوم عليها وكان أحب الأعمال إليه الذي يداوم عليه صاحبه وغير ذلك.
وكذا كان آل محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عملوا عملا أثبتوه، فكانت السيدة عائشة تعمل بمنهج الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتداوم على نوافل العبادات التي كانت تؤديها وخاصة قيام الليل وتوصي الآخرين بذلك. فهذا عبد الله بن قيس يقول: قالت لي عائشة: " لا تدع قيام الليل فان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا ".
وكذا كانت تصلي الضحى وتطول فيها وتداوم عليها ولم تتركها كما روت رميثة بنت حكيم قالت: دخلت على عائشة في بيتها فوجدتها تصلي الضحى ثمان ركعات تغلق عليها بابها فقالت: أخبريني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " ما أنا بمخبرك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ولكن لو نشر لي أبي أن أتركها ما تركتها ".