مسند ابن راهويه - إسحاق بن راهويه - ج ٢ - الصفحة ٢٧
جهله وكذا نقله عنه الزركشي. فقال: " اشتمل كتاب البخاري ومسلم على ألف حديث ومائتي حديث من الاحكام فروت عائشة - رضي الله عنها - من جملة الكتابين مائتين ونيفا وتسعين حديثا لم يخرج عن الاحكام منها إلا يسير ".
قال الذهبي: " فروت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علما كثيرا طيبا مباركا فيه وقال أيضا: أفقه نساء الأمة على الاطلاق، ولا أعلم في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها ".
وقال عطاء: " كانت عائشة أفقه الناس وأعلمهم وأحسن الناس رأيا في العامة ".
فكانت السيدة عائشة عالمة بالحديث وسنتكلم على هذا الموضوع عند دراسة مسندها وكانت أيضا عالمة بالفقه ولا يستغرب للسيدة عائشة - رضي الله عنها - معرفتها بالفقه بعد أن حفظت أغلب أصول الاحكام وأدلتها فكونت لديها ملكة لاستنباط الفروع من الأصول وقد تقدم أن الأكابر من الصحابة إذا أشكل عليهم أمر يرجعون إليها بل ذكر القاسم بن محمد أن عائشة - رضي الله عنها - قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - وهلم جرا إلى أن ماتت - رضي الله عنها -.
وجعلها ابن حزم على رأس المكثرين من أهل الفتيا.
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: " ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أفقه في رأى إن أحتج إلى رأيه ولا اعلم بآية فيما نزلت ولا فريضة من عائشة - رضي الله عنها - ".
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»