مسند ابن راهويه - إسحاق بن راهويه - ج ٢ - الصفحة ٣٩
وهكذا كانت حالها في نوافل العبادات من الصيام كما ذكر ابن سعد وغيره: " أنها كانت تصوم الدهر وفي بعض الروايات أنها كانت تسرد الصوم " قلت: يعني أنها كانت تصوم الأيام التي لم يرد في حقها النهي عن صومها فكانت - رضي الله عنها - تصوم حتى في أيام الحر الشديد مهما بلغ منها الجهد والتعب، فهذا عبد الرحمن بن أبي بكر دخل على عائشة يوم عرفة وهي صائمة والماء يرش عليها فقال لها عبد الرحمن: أفطري، فقالت: " أفطر وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله ".
بل كانت تصوم في السفر وتتم الصلاة كما ذكر عبد الرزاق في مصنفه.
وقد تقدم في مبحث جودها أنها كانت صائمة وتنفق جميع ما عندها في أكثر من قصة.
وهكذا تسأل عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول له:
" نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لا ولكن أفضل الجهاد حج مبرور ".
وفي رواية أخرى قالت: " يا رسول الله... على النساء جهاد؟ قال: نعم عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة ".
فهذه نموذج من عبادة عائشة - رضي الله عنها - في أنواعها المختلفة.
الورع والخشية:
" وأما أخبارها في الورع والخشية فكثيرة جدا نذكر بعضا منها كنموذج فلا
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 45 ... » »»