الكرم والجود - البرجلاني - الصفحة ١٥
والفضل والكلام في الزهد والرقائق ما هو مشهور، وله كتب كثيرة معروفة في هذا الشأن.
أقول: ولعل سبب اهتمام هؤلاء الاعلام وغيرهم بهذا الجانب ما كان عليه بعض الناس من إقبال على الدنيا وزينتها نتيجة للفتوحات الاسلامية التي جلبت كثيرا من الأموال فانغمس البعض في المال، وأسرف البعض في التمتع بزينة الحياة الدنيا، وكان ضروريا وجود هذا المسلك الذي يعتني بدراسة أحوال النفس وتوجيهها التوجيه الصحيح المبني على الكتاب الكريم والسنة المشرفة. ولا شك أن هذا التوجه، هو إحدى الدلائل على على حفظ الله عز وجل لهذا الدين حيث وجه لكل علم من علوم الشريعة علماء أثبات يخدمونه ويضعون فيه المؤلفات التي يحتاج إليها المسلم في كل شؤون حياته المختلفة.
وقد كان للامام البرجلاني تأثير في مسلك بعض تلامذته كالامام ابن أبي الدنيا، فقد سلك طريقة شيخه في جمع أحاديث الرقائق وعدم الاشتغال كثيرا بالصناعة الحديثة التي كانت تستحوذ على كثير من محدثي ذلك العصر، ويظهر هذا جليا في تاليفه المشهورة التي عالج فيها كثيرا من الأمراض النفسية والاجتماعية من حقد وحسد وبخل ورياء وغضب وفحش وغير ذلك.
عقيدته:
يظهر من قول الامام أحمد (عليك بمحمد بن الحسين)، أن البرجلاني كان على مذهب السلف في مسألة الأسماء والصفات، ولم يكن مؤيدا، أو مشاركا في الفتنة التي كانت تجتاح الأمة في ذلك الوقت، وهي فتنة القول بخلق القرآن، فمن المعلوم أن الامام أحمد - رحمه الله تعالى - كان شديد النكير على من أجاب بخلق القرآن، وكان منه وبين بعض العلماء صداقة وطيدة فانقلبت بعد ذلك إلى عداوة شديدة بسبب إجابتهم
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست