الكرم والجود - البرجلاني - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن ديننا دين خلق رفيع، دعا إلى التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، وحض على مكارم الاخلاق، وحميد الصفات، ومحاسن الشيم، وقد بين رسولنا صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته فقال: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق». فالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة هي قواعد الدين وأصوله الثابتة. والخلق الحسن مبدأ عظيم يندرج تحته سائر الفضائل الخلقية، والمكارم النفسية من أمانة ووفاء وصدق وكرم وحياء وشجاعة وتراحم وغيرها من الفضائل التي تبعث مشاعر السكينة والأمن والاطمئنان.
وهذا الكتاب قبس من مشكاة النبوة التي أضاء نورها العالمين أقدمه لأول مرة بعد أن ظل حبيسا قرونا كثيرة والمسلمون في أشد الحاجة إلى مثل هذه الاخلاق الرفيعة التي دعا إليها القرآن الكريم وحثت عليها السنة المطهرة وكان عليها سلفنا الأول.
ويعد هذا الكتاب من المصادر الهامة التي اعتمد العلماء في تآليفهم كابن أبي الدنيا في كتبه، والمزي في تهذيب الكمال والذهبي في سير أعلام النبلاء، كما أن هذا الكتاب أول كتاب يظهر للامام البرجلاني فيما أعلم.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست