مسند ابن المبارك - عبد الله بن المبارك - الصفحة ١٠٩
عبد الملك ان المغيرة بن شعبة دخل على عثمان بن عفان وهو بالباب قد حاصروه فقال: اختر احدى ثلاث اما أن نخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه فتخرج ثم تقعد على راحلتك فتلحق بالشام فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، واما أن تقعد على راحلتك فلتلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، واما أن تخرج بمن معك فإن معك عددا وقوة تقاتل فإنك على الحق وهم على الباطل فقال عثمان: أما قولك ان أخرج على راحلتي حتى ألحق بمكة فإنهم أن يستحلوني وأنا بها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، " يلحد رجل من قريش بمكة عليه يصب عذاب العالم فلن أكون إياه " وأما قولك أن أقعد على راحلتي فألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وأما قولك اخرج بمن معي فلن أكون أول من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بهراقة ملء محجمة من دم بغير حق.
262 - حدثنا جدي، نا حبان، أنا عبد الله، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي بردة بن أبي موسى، قال: مررنا بالربذة فإذا فسطاط وخباء فقلنا: لمن هذا؟ فقيل: لمحمد بن مسلمة. فدخلت عليه فقلت: يرحمك الله ألا تخرج إلى الناس فإنك من هذا الأمر بمكان يسمع منك، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " انه ستكون فتنة وفرقة فاضرب بسيفك عرض أحد وكسر نبلك وقطع وترك وأقعد في بيتك " قال: فقد فعلت ما أمرني وإذا سيف معلق بعمود الفسطاط فسله فإذا سيف من خشب ثم قال: قد فعلت بسيفي ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا أعده أهيب به الناس.
263 - حدثنا جدي، نا حبان، أنا عبد الله، أنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ان بين يدي الساعة فتن كأنها قطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع قوم خلاقهم بعرض من الدنيا يسير أو بعرض الدنيا ".
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست